هبطت طائرة «اللوفتهانزا» التي تُقل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مطار اللد .. وقبل أن تطأ قدمها أرض المطار رشقتنا بتصريحات «تربوية» بضرورة الحفاظ على أمن وصفاء ونقاء ما يسمى بدولة إسرائيل ، لافتة الى أن أي أعتداء على «إسرائيل» يعتبر إعتداء على ألمانيا .. ولوّحت بالويل والثبور وعظائم الأمور ، لمن يخرج عن تعليمات «الفهرر» الجديدة .. بضرورة التعامل بمنتهى الحنان والكياسة مع أبناء العم.
بالتأكيد لم تزعج تصريحاتها الغالبية العظمى من «نواطير» المنطقة ، فقد سبقوها بخطوات في نفس المسرب .. لكن جماهير الأمة من الماء إلى الماء أصيبت بالخيبة والقهر .. جراء التصريحات العنصرية المنحازة الرعناء.
يبدو أن «بدايات» تُشكل الكائن تبقى تلاحقه مدى الدهر .. فالمستشارة عملت في مطلع حياتها ساقية في أحدى المواخير الليلة الألمانية ردحاً من الزمن ، مما أدى إلى تشرُّب شخصيتها للمواصفات المطلوبة في تلك المهنة .. لصقت بها وراحت تلازمها وتلاحقها ولا تفارقها على الدوام .. فأصبحت بذلك تحمل لقب المستشارة «الساقية».
لا ندري إن كانت تلك الساقية قد تعرضت أثناء عملها لمضايقة من أحد «العُربان» .. ربما عاملها كجارية وربما داهمها من الخلف .. مما أثار في نفسها الضغينة تجاه العرب.
أما «نيكولاي» صديق العرب الذي زار عواصم المنطقة الواحدة تلو الأخرى ، وحظي بكل أنواع الحفاوة غير المسبوقة ، من رقص بالسيوف في أفخم القصور ومشاهدة «الحور العين» وهنّ يتمايلْن بشعورهن ، إلى تقليده بالميداليات والأوسمة والنياشين الذهبية .. ليعود إلى بلاده مكللاً بالصفقات الهائلة ، وجيوبه متخمة بالعملة الأوروبية الموحدة «اليورو».
صديقنا الرئيس لم يمض على تسلمه القيادة أكثر من بضعة أشهر حتى عافتهُ غالبية الفرنسيين ، ونال حزبه الهزيمة تلو الأخرى في الانتخابات البلدية الأخيرة .. استطلاعات الرأي تؤشر بوضوح إلى أن الرئيس الجديد قلل كثيراً من هيبة الرئاسة التي تتسم بالوقار التي صنعها ديجول ، ورفعها بومبيدو وصانها ميتران وجاك شيراك ..
الرئيس الفرنسي لم يُفلح في الحفاظ حتى على زوجته ، فهجرته إلى أحضان أحد المصورين من العامة ، حيث الحرية والصدق والانطلاق .. فخامته لم يحفل بها ، ولا بالتقاليد المتبعة دولياً ، فسافر إلى عواصم العالم برفقة عشيقته الإيطالية !! .. فيا لهيبة الرئاسة ..
«الصحف الفرنسية نشرت تحقيقات عن بدايات حياة الرئيس .. ففي ربيع عام (1968) حينما اتخذ الجنرال ديغول موقفاً ممّا يسمى بدولة إسرائيل نتيجة عدوان (1967) ، قرر الموساد أن يجند في صفوفه عدداً من الفرنسيين ، كيْ يكونوا عوناً لهم في المستقبل .. فكان في مقدمتهم فخامته». (*)
سلوك فخامته والمستشارة يذكرني بمسرحية «كوميدية» ساخرة لعب فيها سمير غانم دوْر (عبدالسميع اللميع) .. فهذا البائس امتهن مطلع حياته مسح الأحذية ، ثم تطورت أحواله وأصبح مليونيراً ومع ذلك استوطنت مهنته السابقة أعماقه ، فكان كلما استقبل زائراً رفيع المستوى وذو قيمة ، لا ينظر إلا نحو «الأسفل».. إلى حذائه.
يبدو أن حال المستشارة والرئيس .. كحال عبدالسميع اللميع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مستقاة من الصحف الفرنسية .. ومن برنامج «الطبعة الأولى» الذي يبث عبر شاشة دريم (2) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «564» التاريخ : 18/3/2008 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق