منذ سقوط بغداد والطريقة التي دخلت بها القوات الأميركية عاصمة الرشيد، وانا أعاني من إحساس شديد بالقهر والمرارة .. فقد كان يقيني ان قتالا ضارياً متعدد الاشكال والانماط سوف تواجهه القوات الاميركية - البريطانية المحتلة، لحظة إقترابها من العاصمة.
غير ان أمنياتي ذهبت ادراج الرياح، حين سقطت العاصمة دون قتال، ثمة مؤامرة او صفقة او خلل ما كان يقف خلف هذه الفاجعة التي لم تخطر على بال احد.
الصدمة والذهول أصابت العراقيين والعرب على حد سواء وهم يتابعون بأسى قوات المارينز لحظة دخولها بغداد بشكل إستعراضي وبدون قتال .. الذي صورته وكالات الأنباء العالمية .. سيما وان الجميع كانوا يأملون بملحمة بطولية يسطرها الجيش والشعب العراقي في مواجهة المعتدين على بلادهم.
كانت الصدمة موجعة .. وألقت بظلالها وتداعياتها على الناس جميعا وكادت ان تسحق فيهم روح التحدي التي ظلت سائدة خلال فترة زمنية ليست قصيرة، بل اكثر من ذلك دفع سقوط بغداد معظم الناس الى حالة غير مسبوقة من الاحباط ،والرغبة في عدم الانتماء لهذه الامة المستسلمة المنهارة امام خصومها.
هذه الصورة بكل تداعياتها المؤلمة راحت تتلاشى مع مرور الوقت ،اذ سرعان ما استعادت المقاومة العراقية القها وبريقها حين امسكت زمام المبادرة، وشرعت تكيل الضربات الموجعة للعدو وتوقع في صفوفه خسائر بشرية ملموسة.
يوميا، يتصاعد الخط البياني للقتال والمقاومة .. يوميا تنضم مدن وقرى وبلدات عراقية جديدة الى خط المواجهة .. يوميا تتسع المساحة المحروقة تحت اقدام الاميركيين.
يوميا تتوهج رقعة القتال وتتنوع اساليبه، من تكريت الى الموصل الى الفلوجة الى الرمادي .. إلى بغداد .. قتال مجيد يعم انحاءالعراق .. تستمر المواجهة وتتصاعد حاملة معها املا جديداً بدحر الغزاة ورحيلهم ....وجعلهم يدفعون ثمن غطرستهم..
الاسبوع المنصرم شهد اياماً مجيدة .. المواجهات العنيفة بين المقاومين العراقيين والمحتلين الاميركيين لم تتوقف .. ففي كل يوم كنا نشاهد الدبابات والعربات المصفحة الاميركية تحترق على جنبات الطرقات وامام عدسات التلفزة العالمية، يحيط بها المواطنون العراقيون يرقصون فرحين بانجازات مقاومتهم.
في كل يوم ترسل هدايا الى واشنطن من جثث قوات المارينز .. في يوم واحد ثمانية قتلى اميركيين سقطوا في الخالدية .. وثلاثة في تكريت .. واثنان في الرمادي .. ناهيك عن عشرات الجرحى.
اميركا تعاني مأزقا بالغ الشدة والخطورة .. فالوزير باول .. ومهندس العدوان رامسفيلد .. ورأس الضلال بوش .. يعرفون ذلك جيداً .. يبحثون عن حل .. إجتماعات في الأمم المتحدة .. وأخرى في أوروبا لعل الأوروبيين يشاركون في الحملة ..
إميركا ترزح وتئن في مواجهة حفنة من البنادق المقاتلة في العراق .. فكيف سيكون الحال حين يتصدى العراق بكامله .. عربه وأكراده .. شيعته وسّنته دفاعاً عن بلادهم ..
وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم ذو النياشين الكثيرة .. إستسلم لقوات المارينز بتواطؤ مع قوات البشمرجه ..
مصطفى قصي صدام حسين .. قاتل قوات المارينز ببسالة .. حتى النهاية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «338» التاريخ : 23/9/2003 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق