درجت العادة عندما تستباح الأوطان أن تنمو كالفطر فئات إجتماعية تمتهن خدمة الاحتلال . وبرامج الاحتلال . ومشاريع الاحتلال .. بحجة الواقعية والحفاظ على ما تبقى .. والالتزام بالشرعية الدولية . إلى آخر المصطلحات البائسة ..
منذ أن نجحت حماس في تسلم مقاليد السلطة .. والمؤمرات تلو المؤامرات تحاك على الفلسطينيين .. لم تتوقف لحظة واحدة .. فحماس منظمة إرهابية .. لا تلتزم بالاتفاقيات المبرمة .. تحتضن القاعدة .. ولها أجندة غير فلسطينية .. مرتبطة بسوريا وإيران .. إتهامات جاهزة لا حصر لها .. حوصرت غزة .. قُطع الماء والكهرباء والدواء والغذاء عن أهالي القطاع .. بحجة أن حماس تقود إرهاباًَ وتقصف المستوطنات والمستوطنين بالصواريخ الغبية و«العبثية» .. تحريض يومي من جانب حكومة «تصريف الأعمال» .. وحرب لا هوادة فيها على القطاع وسكانه ومؤسساته ومدارسه وشيوخه وأطفاله .. باطنيّة من النظام العربي برُمته .. لم تفلح تلك المضايقات .. لم تسقط حكومة حماس ولم يستسلم الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية ..
كان لا بد من «المحرقة» .. القوات الإسرائيلية تطوق القطاع .. وتقصفه من البر والبحر والجو .. بأسلوب همجي وإرهابي .. هدفه الوحيد قتل الفلسطينيين وتدمير القطاع وإجبارهم على رفع راية الإستسلام .. بالمقابل تتباكى أشلاء السلطة والمسؤولين العرب على «إهدار» فرص السلام .. وكأن السلام قائم وفي متناول اليد .. أما الذبح الذي يجري يومياً في الضفة والقطاع فعربون لفاتورة السلام ..
وزير الإعلام لحكومة فيشي الفلسطينية .. والجوقة التابعة لها تتحفنا بتبرئة الكيان الصهيوني من الدم المراق يومياً .. وتحميل المسؤولية كل المسؤولية لحماس .. وتطالبها بالانصياع لتوجهات الحكومة ذاتها ..
في الجانب الآخر .. سقط إعلاميو حكومة هنية في الشرك المنصوب وراحوا يتبادلون الاتهامات بشكل سخيف وعبثي في عملية «ردح» لا مبرر لها .. ألا يكفي ما يجري لوقف تلك الحماقات والترهات ؟!
الدماء الغزيرة التي تراق على مذبح المحرقة في قطاع غزة والضفة الغربية .. وسام شرف لأهالي القطاع والضفة الغربية .. وامتهان لكرامة الأمة .. قادتها وجنرالاتها وعساكرها بلا استثناء ..
صوت عاقل من بين الأنقاض .. جبريل الرجوب .. الاستثناء الوحيد .. وسط كل تلك الحماقات .. حدد الهدف والعدو بشكل واضح وصريح .. وحده الكيان الصهيوني الذي يقتل الناس في غزة والضفة الغربية دون مبرر ..
لا يكفي أن تكون وطنياً وثورياً لبعض الوقت كي تدخل التاريخ .. ولا يكفي أن تُصلي مرة واحدة لكي تدخل الجنة .. المطلوب أن تكون مؤمناً وطنياً على الدوام حتى يتسنى لك احترام ذاتك ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «562» التاريخ : 4/3/2008 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق