ظللت متردداً في الكتابة بشأن الانتخابات أو غيرها .. غير أن ضغط الاحداث .. وبؤس المرحلة والمرشحين .. وخواء الشعارات الانتخابية «زحزحني» قليلاً عن موقفي .. ومع ذلك بقيت عازفاً عن الكتابة لعدم وجود منبر حر أمارس من خلاله قناعتي.
أمس واليوم بت مطلوباً بالحاح لعدد من المرشحين .. جلهم يرغبون في لقائي .. لا لمناقشتي بما يجري من بؤس وخواء .. وإنما من أجل توفير ولو قليل من الدعم لهذا أو ذاك .. في هذه الدائرة أو تلك .. تحدثت كثيراً في كل الأوقات وفي كل الأماكن .. في لقاءات الأحزاب الوسطية وخلال زياراتي للتجمعات بأشكالها .. وفي كل اللقاءات السياسية والإجتماعية .. سيما وأن حديث الساعة الآن «الإنتخابات» ولا شيء غيرها.
يستمع الناس بكثير من الغرابة لما نقول ، ربما يعتقد البعض إننا نبالغ فيما نطرح .. أو نعاني من الجنون .. وإننا نعيش في جمهورية أفلاطون الحالمة .. ولا نملك إلا أن نقول للناس .. الأسلوب القديم المعهود لم يعد قائماً .. ولا نافعاً في عالم اليوم ، ذلك أن سرقة الصناديق وإبدالها .. وقطع الكهرباء أصبح أسلوباً بالياً أُحيل على التقاعد منذ أمد بعيد .. نسأل .. نصرخ بصوت عال .. ما معنى أن يسمح أصحاب القرار بنقل الألوف المؤلفة من البطاقات لا لبعض المرشحين .. وإنما للأغلبية الساحقة منهم .. وفي كل الدوائر وبدون إستثناء وتحرم قلةٌ قليلة من هذا الحق «الإمتياز» ؟!
تتحدث الحكومة عن النزاهة .. والشفافية .. والعادلة بين الجميع .. والوقوف على مسافة واحدة بين كل المرشحين .. فأين هي هذه النزاهة .. والشفافية .. والعدالة ؟؟!!
الحكومة .. تتحدث عن المال السياسي .. أين هو المال السياسي يا تُرى ؟! .. هل ثمة دول كبرى أو صغرى تتدخل في الإنتخابات الأردنية .. وتدعم بعض المرشحين .. في الحقيقة لا يوجد مال سياسي .. وإنما هناك مال المافيات .. والعصابات .. والمرتزقة .. والمأجورين .. وأموال الميسورين .. والأثرياء الذين لا يعرفون شيئاً عن الحرية والديموقراطية .. وحقوق الناس .. والفقر .. الغلاء .. والفاقه .. ولم يكلفوا أنفسهم يوماً ما .. بقراءة نصف كتاب أو صحيفة اللهم إلا صفحة السوق المالي وأسواق العقارات ؟؟!!
لو أردنا الاستمرار في هذا السياق .. لدينا الكثير لنقوله .. لكن علينا أن نختم هذا المقال .. لنقول للمرشحين الفائزين والخاسرين على حدٍ سواء .. أنتم لم تفوزوا .. وأنتم لم تخسروا .. فالفائز هو الوطن ؟!
وما علينا بعد إعلان النتائج .. إلا الذهاب حصرياً .. ؟؟!! وفي إتجاه معين .. لنقول لهم مبروك نجاح نوابكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «546» التاريخ : 13/11/2007 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق