الخميس، 14 أكتوبر 2010

حالة تردي

 




 كنت اجلس بمفردي... اتابع مشاهد مأساوية على التلفاز ... مذابح مريعة يتعرض لها الشعب الفلسطيني بشكل يومي.. هذه المشاهد التي باتت جزءا من يوميات الانسان العربي.. يختزنها في ضميره ووجدانه دون ان تترك فعلا مبادرا.. فالموقف الشعبي كالموقف الرسمي سواء بسواء... تردد... تقصير... عجز فاضح.. لا مبالاة ... وفي الحقيقة لم اكن متميزا عن اترابي من المواطنين العرب... فأنا عاجز ايضا وخارج رغم انفي عن دائرة الفعل!!... و هذا بحد ذاته يشكل لي حالة حزن خاصة... ناهيك عن الحزن والهم العام.. حاصلة انني وربما كسواي من خلق الله الذين يعيشون في هذا الوطن نعاني البؤس والتردي والاحباط و الهزيمة ايضا...
رن جرس الهاتف... محدثي صديق عزيز.. خرج للتو من المستشفى... قال مداعبا... معاتبا..ايضاوبود : ولو يارجل لا تسأل عني؟!... قلت : لا بأس عليك... والحال اسوأ من بعضه... قال متابعا : تعال... ثمة اصدقاء يودون لقائك... الآن
اعترف ... لم تكن لي رغبة في مغادرة المكان... ومع ذلك تحاملت على نفسي... فمحدثي صديق عزيز علي... و كنت بالفعل قد شعرت بالتقصير نحوه... استقليت سيارتي... وسرت باتجاه المكان المحدد حيث اللقاء..
استقبلني الحضور بترحاب... تبادلنا التحية... رحنا نتناقش في امور شتى قبل ان يشاركنا الجلسة ضيوف جدد من بينهم احد النواب المحترمين....
تشعب حوارنا... شمل قضايا كثيرة لعل ابرزها هذا الذي يجري في فلسطين... تلك الضريبة المتخمة بالدم والموت التي يقدمها الفلسطيني نيابة عن الامة بأسرها...
قضية بعينها... كانت بارزة ساخنة في حوارنا... عنف في قمع تظاهرات التضامن والمؤازرة التي حدثت مؤخرا ...
وكذلك النهج القاسي  في التعامل مع  تظاهرات ليس لها من هدف سوى ابداء التضامن مع شعب يقتل ويقهر يوميا على مرأى ومسمع العالم برمته...
ما اذهلني... هو سلوك نائب بعينه... مثل في غفلة من الزمن جماهير الوحدات وجوارها... طالما ادعى انه قريب من السلطة الفلسطينية بل واحد من محازبيها... ملأ الدنيا ضجيجا مزيفا اثناء وبعد حملته الانتخابية... هذا النائب كان واحدا من الذين أيدوا قمع المتظاهرين المعتصمين في اماكن محددة في عمان .
ثمة اسئلة حائرة تطرح نفسها عليّ وعلى الحاضرين : كيف سيواجه هكذا ''نائب'' منتخبيه : اهله... عشيرته... جيرانه.. ابناء مخيمه...ابناء شعبه..  ماذا سيقول لهم؟!..
كيف يبرر فعلته؟؟!! وبماذا؟؟.. هل من المعقول.. ان يساند نائب منتخب.. العنف والمنع.. ضد  اهله ومنتخبيه الا اذا كان منتخب من جهة اخرى ؟!
واجبنا ان لا نسكت عليّه .. سنشير اليه بالاصبع .. الى مواقفه المساومة ... سنقف في وجهه ووجه امثاله ...سنقول له... لقد خدمناك...ولم تخدم الا نفسك ...





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «242»     التاريخ : 22/5/2001     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق