تعرفت على اليمن .. منذ صباي .. بعد ان وقع بين يدي كتاب بعنوان «سيف بن ذي يزن» .. هذا البطل الشعبي اليمني .. الأسطورة .. الذي قاتل بضراوة منقطعة النظير لإستعادة حقه في «المُلّك» .. وحق شعبه في الحياة ..
أعجبني هذا الفارس .. سكن في أعماقي .. إلى حد باتت صورة اليمن زاهية في ذهني .. توالت الأحداث .. وكبرتُ معها ..فأخذتُ أسمعُ عن اليمن أكثر فأكثر ..
في الستينيات طغت أخبار اليمن العربي على ماعداها من أحداث .. وأصبحت حديث الناس .. على إختلاف مستوياتهم .. العامة والخاصة .. اليسار واليمين .. الصغار والكبار.. كذلك أصبحت اليمن .. بؤرة صراع .. بين القوى الرجعية من جهة .. والقوى التقدمية من جهة أخرى .. «فصوت العرب» .. الإذاعة الأشهر في العالم العربي آنذاك .. تبث يومياً أخبار اليمن .. الجمهوريون .. الملكيون .. الناس .. الجيش المصري المتواجد هناك .. بريطانيا .. التي تلعب بذيلها في جنوب البلاد .. وتتحرش في الشمال .. وتحرض على مقاومة التغيير .. وتقاوم العرب والعروبة .. العم سام .. والدب الروسي .. كلهم هناك .. فاليمن أصبحت نقطة صراع ساخنة .. فالنفط قريب .. وباب المندب مهم للغاية .. والميــاه الــدافئة مطــلباً للجميع ..
عبدالله السلال .. عبدالرحمن الإرياني .. إبراهيم الحمدي .. كلهم أسماء بتُ أحفظها عن ظهر قلب .. عدن .. صنعاء ..تعز.. الحديدة .. حضرموت .. المكلا .. أسماء حفرت في ذاكرتي .. حي كريتر .. الحركة القومية .. قحطان الشعبي .. جبهة التحرير .. عبدالقوي مكاوي .. عبدالفتاح إسماعيل .. على عنتر .. على ناصر .. عناوين كبيرة ظلت ترددها أخبار اليمن على مسامع العرب من المحيط الى الخليج...
لهذه الأسباب .. وربما لغيرها .. ظللت أحلم بزيارة اليمن ذات يوم .. في أحد الأيام تحدثت مع صديق عزيز .. يهيم بالسفر .. قلت له : لا شك انني أرغب في زيارة فرنسا وعاصمتها باريس .. مدينة الثقافة .. وبلد الثورة الفرنسية .. والباستيل .. وبرج إيفل .. وقوس النصر .. أتمنى ذلك .. لكني .. إذا قدر لي ان أفاضل بين زيارة باريس .. وزيارة صنعاء .. فبالتأكيد .. فإنني سأختار .. اليمن بلا تردد ..
تحقق حلمي .. زرت صنعاء مؤخراً .. وكذلك حضرموت .. وبحر العرب .. كان رائعاً جداً .. بل ومثيراً .. لقد زرت بلاداً كثيرة .. إستهوتني .. بل أسرتني .. فالمدن العتيقة .. تأسرني بالعادة .. ولكنني لم أجد متعتي .. وراحتي .. ونفسي .. كما وجدتها في اليمن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «267» التاريخ : 13/11/2001 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق