بين الحياة والموت.. نبضات عشق نعيشها مع الامل والالم.. رحلة شاقة نتذوّقها بحلّوها ومرها.
الموت.. حالة يتفق عليها كل البشر ويؤمنون بها.. ولا يفطنون اليها الا اذا فقدوا عزيزاً.
الوحدات وحده.. قاوم الموت غير مرة.. أبى الا ان يبقى حيا.. يرفع الراية ويحمل الهوية.
الوحدات.. عشق اخر ينساب الى كيان زدرافكو.. هذا الفارس الاتي من بلاد البلقان مسافراً وراء تضاريس الزمن، يبحث عن فرص اخرى لتوسيع افاق المعرفة.
زدرافكو .. مكتوب في خانة مهنته «مدرب كرة قدم» .. لكنه يمتلك كماً من مشاعر سامية، تحاكي الجانب الانساني من حياته.
الخطوة الاولى له على ارض المخيم، رسمت في رأسه فضاءات اخرى.. هالته بساطة الناس وبراءتهم.. اجتذبته «الزحمة» في السوق، والازقة تعج بحركة غير عادية.
ادرك ان هذا المكان الشعبي.. اشبه بخرافة، لها عديد من المثيلات تنثر سحرها على اطراف عواصم عالمية كبرى.
على الفور.. أحبّنا واحببناه.. لم نكن واياه بحاجة الى مزيد من الوقت، لتأكيد هذه الحالة.
زدرافكو المدرب.. زدرافكو الانسان.. زدرافكو الرجل.. مظاهر لشخصية واحدة، التقت معا على صعيد واحد، في الاسبوع الماضي.
استأذن بالسفر الى يوغوسلافيا، لعيادة والدته المسجاة على فراش الموت، ساقته عجلات الوفاء الى سريرها الابيض، طبع على جبينها قبلة الوداع الاخير.. وقفل عائدا الى الوحدات في نفس الموعد.
في الطريق.. لفظت ام «زدرافكو» انفاسها .. طفرت من عينيهْ دموع الاسى.. انه لن يراها بعد الان.
وصلنا مثقلا بالاحزان.. اخلاصه في تأدية الواجب ثناه عنها.. خفف وطأتها عليه.
عاد الى الفريق والملعب، الى ضجيج الجماهير في المدرجات.. يواصل عطاءه بعزْم وبروح عالية.. للمبدأ، للعشق «الاخضر».. للحياة التي لن تتوقف ابدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «231» التاريخ : 27/2/2001 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق