الأحد، 28 نوفمبر 2010

أسعد .. سعيد .. مسعود

 00017z.jpg



في هذا العالم الواسع الشاسع .. في هذه الدنيا .. بكل ما رحبت .. تعرفت إلى أصناف كثيرة من البشر .. منهم الصادق .. منهم الشجاع .. منهم الحكيم .. والحليم .. والكريم .. ومنهم الكاذب .. المنافق .. المنتفع .. والأفاق .. وفي الحالتين .. كنت أرى الأمور طبيعية .. فهذا هو حال الدنيا ..
غير ان الذي ظل يفاجئني .. بل ويصعقني .. هو إحساس بعض الناس .. ان بإمكان المرء .. ان يكون أسعد .. سعيد .. مسعود صديق العالم كله .. وكلما واجهني شخص من هذا القبيل .. او كلما تعرفت إلى شخص من هذه النوعية .. كنت أصاب بالخيبة .. والإنكسار .. لأن أمثال هؤلاء الناس .. غريبون .. عجيبون .. لا يعرفون عن الحياة الكثير ..
أسعد صديق محترم .. مؤدب يقدر الناس كل الناس .. مستعد لتقديم العطاء .. بأنواعه كافة .. ولعموم الناس .. وبدون منّه او جميلاً .. يتعامل مع الآخرين .. ببساطة وطهارة متناهية .. لدرجة انك تحسبه «غريب ديار» .. كلما إلتقيته كان يوجه النصح لي .. بضرورة إستخدام المفردات اللائقة .. والهادئة .. بل والمؤدبة .. والجميلة .. لا يحسن الشتم .. والشتائم .. أو التجريح .. او الإستغابة .. وشعاره (وجادلهم بالتي هي أحسن) ..
في الآونة الأخيرة .. وبعد ان إحتك بالمكان .. وطبيعة المكان .. ورواد المكان .. أصبحت المفردات القاسية .. هي صولجان قاموسه .. وصفوة مفرداته ..
سعيد صديق آخر .. كبقية خلق الله .. بسيط .. مخلص .. لقناعاته .. ولأصدقائه .. شريطة ان يبادلونه نفس الإخلاص .. ويزيدون .. يظن وبكل جوارحه .. انه بإمكان الإنسان ان يكون أسعد .. سعيد .. مسعود .. فكلما رأيته يرهقني بالتحدث عن تناقضات أصدقائه .. وانهم من إتجاهات شتى .. ومتناقضة بل .. ومتناحرة أحياناً .. وكلما حدثته عن عدم إمكانية تحقق هذا الأمر .. كان يقول «انه صديق لكل الناس» .. وبعد ان عاش تجارب بعينها .. ومر بمحن صغيرة .. أدرك بحسه الفطري الباحث عن (.....) .. ان ثمة إستحالة ان يكون المرء .. أسعد .. سعيد .. مسعود ..
اما صديقي مسعود .. فقد ظللت أعاني كثيراً من علاقاته .. وتنوعها .. وإتساعها .. وتناقضها .. فتراه يسير في مظاهرة برفقة أصدقاء له .. من نمط خاص تندد بأمريكا رأس الأفعى .. وقوى الطغيان .. والشيطان العالمي .. وربيبتها (.....) وبعد سويعات تجده يجلس في مكان دافئ .. في عز الشتاء .. يقلّب أرجيلته .. يمدها بكل ما يتيسر .. ويغذيها بكافة أنواع التبغ .. وغيره .. بغية الوصول إلى النشوة .. مع شلة أخرى .. من طراز مختلف .. شعارها «علفة شعير وعلى الدنيا الهلاك !!»
أخيراً وصل صاحبي إلى قناعة .. وبعد معاناة .. انه يستحيل عليه .. وربما على غيره ان يكون أسعد .. سعيد .. مسعود .. صديق العالم كله ..
آه يا أصدقائي .. كم عانيت .. من الظلم .. وعدم التفهم للواقع .. تتهمونني  بأني متعالٍ .. متعجرف .. فج .. ولا أحسن التعامل مع الآخرين .. الآن جاء دوركم .. لقد تغير الحال وانني لناظر ما سوف تفعلون .. وفي يقيني أن أسعد سعيد مسعود..
محض خيال ولا وجود له في الواقع..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «289»     التاريخ : 1/10/2002     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق