الأحد، 28 نوفمبر 2010

قتيل المنصة

 



منتصف القرن العشرين .. مصر تعاني من الفساد والتبعية والإستعمار المباشر  الجاثم على صدور المصريين .. وكان من الطبيعي أن لا يستمر الحال على هذا النحو .. لأن قانون الأشياء لا يخضع بالمطلق لسيادة شخص..  أو فئة مهما تعاظم دورها .. فكان لا بد من التغيير .. لا بد من الثورة ..
في فجر الثالث والعشرين من تموز 52 ..  كان عبد الناصر ورفاقه يجوبون شوارع القاهرة .. ويضعون حداً لكل الترهات القائمة ... كان صاحبنا ليلتها في السينما برفقة زوجته الحسناء .. وكان ناصر وعامر وصدِّيق يغيّرون  تاريخ المنطقة .. ومع ذلك وجد صاحبنا مكاناً له في الصفوف .. بعد أن تحقق الإنتصار  والثورة ..
خاض ناصر ورفاقه أعتى المعارك .. من أجل الحرية والاستقلال .. وتغيير حياة المصريين (الغلابا) نحو الأفضل .. فتصدى للإقطاع والرأسمالية والعملاء أمّم قناة السويس لتمويل بناء السد العالي .. كي لا يجوع ويعطش المصريون .. وزع الأرض على الفلاحين .. أقام محطات الكهرباء في كامل الريف المصري ..بنى مئات المصانع دفعة واحدة .. أمّم البنوك والشركات التابعة للصوص والعملاء ..
كان لا بد من تصفيته .. فقامت الدول الاستعمارية بالعدوان الثلاثي على مصر .. من اجل استعادة الهيمنة على قناة السويس .. واسقاط عبد الناصر ونظامه واستعباد المصريين من جديد .. لكنه انتصر على العدوان بمساعدة القوى الحية في العالم .. واصبح زعيماً وقائداً ملهما للجماهير والفقراء ..
نهض المصريون بقيادة ناصر .. قامت اعظم ورشة بناء في العالم لتحويل مجرى النيل العظيم وبناء السد العالي .. شارك المصريين بكل اخلاص في مشروعهم الخلاق بكل ما اتوا من قوة .. أكثر من مليون عامل شارك بالعمل .. كما حفروا قناة السويس بسواعدهم (بالفأس والقفة) .. بنوا السد العالي وتحدوا قوى القهر والظلام..
استمر العمل أكثر من عشر سنوات .. اقيمت الطوربينات العملاقة لتوليد الكهرباء .. امتلأت بحيرة ناصر بالماء .. لم يعد المصريون يخشون الفيضان الموسمي ..
بلا مقدمات مات عبد الناصر .. تسلم صاحبنا (الرئيس المؤمن) دفة القيادة .. في لحظة شجن علم من حاشيته أن العمل في السد العالي قد إنتهى ، ولا بد من إحتفال مهيب أمام العالم ، ... ذهب الى هناك قص شريط الإحتفال أمام لوحةٍ عملاقة عند جسم السد كُتب عليها «أُنجز بناء السد في عهد الرئيس المؤمن جداً جداً».
في يوم مجده ومن على معشوقته «المنصة» تخلى عنه أصحابه الجُدد فقُتل لأنه لم يكن وفياً لرفاقه.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «524»     التاريخ : 4/6/2007     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق