الأحد، 28 نوفمبر 2010

سليم خير

 


إلتقيت مع الأستاذ سليم خير للمرة الأولى حين ذهبنا وفد نادي الوحدات لزيارة رئاسة الوزراء لمتابعة قضية ساخنة تخص النادي من بين مجموعة قضايا تهم النادي.
يومها تعرفت على الرجل فتشكل لديّ حينها إنطباعاً خاطفاً عنه .. وللحق فإن الرجل كان متعاونا  بالغ اللطف وودود ومتواضع ، إذ سهّل مهمتنا ورتب لقاءنا مع نائب رئيس مجلس الوزراء .. وجرى بحث الأمور الشائكة والساخنة معاً يسر مهمتنا إلى أبعد الحدود والإبتسامة لا تفارق محياه ..  وذلل كل العقبات والصعوبات بروح فيها إنحياز واضح لنا.
منذ ذلك الوقت لم ألتق الأستاذ خير وجهاً لوجه .. ربما بسبب طبيعتي الشخصية من ناحية ومهام الرجل من ناحية أخرى . غير أنني ظللت أتابعه من خلال نشاطاته المختلفة وعلى كافة الصعد والتي قد لا تعنيه شخصياً أو تعني ناديه .. بل تعني الآخرين .. وفي المقدمة الحركة الرياضية الأردنية ..
وذات صباح كنت أتصفح الصحف اليومية كالعادة .. إذ كان فريقنا الكروي يسافر إلى لبنان بغية ملاقاة فريق (أولمبيك) اللبناني في بطولة الأندية العربية .. كان صاحبنا هناك يودع الفريق .. يحفزه .. يشد من أزره .. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أعلن على الملأ عن تبرع سخي للاعبين في حال تحقيق الفوز ..
مثّلت لي هذه اللفتة محطة جعلتني أتأمل هذه الشخصية المعطاءه بدقة وأتابعها بعناية ..
وبعد أقل من أسبوع وعبر الصحف أيضاً كان الأستاذ خير في المطار يودع فريق الفيصلي وهم يسافرون إلى الكويت .. يشجعهم .. يشد على أياديهم .. يعدهم بمكافآت سخية إذا حققوا فوزاً على مضيفهم ..
هذه اللفتة الجميلة أيضاً جعلتني أكن إحتراماً خاصاً لهذا الرجل .. فهو رئيس ناد منافس لكل من الوحدات والفيصلي ولكن الرجل لم يكن إطلاقاً صاحب نظرة ضيقة للأمور، فهو مشجع وداعم ومعني بتطور الرياضة الأردنية عموماً.
أسمع كثيراً ما يقال حول الرجل من العامة .. ومن علْية القوم .. الكل مجمع على تعاونه وإخلاصه وتفانيه وحبه للآخرين .. حتى من يختلفون معه، يظل ودوداً نحوهم على الدوام ..
خدمات كثيرة يقدمها للناس بحكم موقعه .. الفقراء .. الغلابى .. الرياضيين وسواهم .. لا يرفض طلباً بمقدوره تلبيته ..
اليوم وفي إحتفال نظمه نادي الوحدات برعاية رئيس الوزراء (إفتتاح مركز تكنولوجيا المعلومات) كان سليم خير من أوائل من حضروا إلى النادي، أسهم وشارك في نشاطنا .. لاحظت الفرح بادياً على مُحيّاه وحين طرحت قضية لاعب الوحدات والمنتخب الوطني سابقاً (مصطفى أيوب) كان سباقاً في إستعداده لحل هذه المشكلة، ووعد بتذليل العقبات مهما بلغت لهذا اللاعب الدولي الذي خدم الوطن.
سليم خير إسم على مسمى .. فإسمه يعكس مضمونه الحقيقي، فهو دائماً سليم النوايا سليم الأفعال، وباستمرار يقدم الخير للناس بصرف النظر عن رأيه وعلاقته بهم ..
كم كنت أتمنى أن يكون بين ظهرانينا الكثير من أمثال سليم خير .. الرجل الإنسان.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «370»     التاريخ : 19/5/2004     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق