طائرة المنتخب الوطني البرازيلي لكرة القدم تنتظر الإقلاع في طريقها إلى المكسيك لخوض مباراة ودية تجريبية بكرة القدم إستعداداً للإستحقاقات والبطولات القارية .. لاعبو الفريق (ريفالدو، رونالدو، رينالدينهو، روبرتو كارلوس، .. وآخرون .. الجهاز الطبي والإداري .. الجهاز التدريبي (كارلوس بريرا مدرب الفريق، العجوز ماريو زجالوا المستشار الفني للفريق يصعدون سلم الطائرة فرحين تغمرهم السعادة .. فهم يحبون المكسيك لأنها (فال حسن) بالنسبة لهم ..
مشاعر جياشة .. أحاسيس رقيقة تنتاب الجميع .. يمنون أنفسهم برحلة هادئة وادعة ميسورة .. راحت الطائرة تسير رويداً رويداً ثم غدت مسرعة على أرض المطار .. صعود قوي للطائرة نحو السماء ..
قبل وصولها إلى المكسيك هبطت الطائرة في أحد المطارات الأميركية .. السعار .. العبث المشحون والمجنون .. والخائف من كل بني البشر .. المسافرون على مختلف أجناسهم .. وألوانهم .. وقومياتهم .. وأديانهم موضع شك وريبة بالنسبة لهم .. رحلات الزائرين .. والمارين عبر أجوائهم وأراضيهم .. يتعرضون لتفتيش دقيق ومركز .. الركاب .. الأمتعة .. عُرضة للعيون الفضولية والفاحصة .. كذلك للأجهزة المتطورة .. يتفحصون كل شئ بفجاجة ظاهرة ..
العجوز (ماريو زجالو) ذو السبعين عاماً يمر عبر نقاط التفتيش المتعددة الواحدة تلو الأخرى .. جواز سفره يخضع إلى التدقيق .. بدون مقدمات .. العلوج يملأون المكان .. ثمة إستنفار قد حدث .. فجواز سفر الرجل ممهور بتأشيرة سعودية .. يا للهول ؟! .. فربما يكون الرجل على علاقة بأسامة بن لادن أو صدام حسين..
العجوز يخضع لإستجواب دقيق ومركز ومسعور .. ملامح أزمة تلوح بالأفق .. وبعد هرج ومرج أخلي سبيل الرجل ..
يعتقد البعض عندما أكتب مقالات تهاجم هذه «الأمريكا» .. سياسياً .. وثقافياً .. ومنهجياً .. أنني أتحامل عليها وإتهمها بما ليس فيها .. والحقيقة مهما كتبت ومهما كتب الآخرون عن همجية هذه الدولة .. لا نستطيع ان نوفيها حقها .. فهذه «الأمريكا» جاهلة في كل شئ .. فتقدمها العلمي هو نتاج سرقة عقول الآخرين من فقراء العالم ممن هجروا بلادهم .. تحت ضغط الحاجة .. والإغراءات المتعددة الأشكال .. والأساليب .. إذ أن أكثر من ثمانين بالمائة من علماء أميركا .. الذين بنوا مجدها ونهضتها العلمية .. هم من أبناء تلك الدول..
هل يعقل هذا السلوك؟! ماريو زجالو اللاعب المبدع في صفوف المنتخب البرازيلي .. والذي حاز معه على أكثر من بطولة قارية وعالمية كلاعب ومدرب .. ثم كمستشار .. والمعروف على مستوى المعمورة .. للفقراء .. والأغنياء على السواء .. هذا الرجل جاء على رأس فريق السامبا المبهر إلى الأرض الإميركية وإنتزع مع رفاقه كأس العالم لعام 4991 وعادوا به إلى بلادهم ..
هذا الرجل معروف ومحترم شأنه شأن بيليه ومارادونا وغيرهم من نجوم الرياضة .. ويحظى بالإعجاب والتقدير أكثر من العشرات من رؤساء الدول .. فهو يستوطن قلوب الرجال والنساء والأطفال من عشاق السامبا .. والذين أسعدهم وأبهرهم الفريق الكوني المفضل ..
سمات ترافق هذه «الأمريكا» ورجالاتها .. الغباء .. البلطجة .. الجهل .. العبث .. مقدمات ضرورية حتى يصبح المرء ذو شأن في هذه المسماه «أمريكا» ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «318» التاريخ : 6/5/2003 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق