الأحد، 28 نوفمبر 2010

حين يكون الفارس مطية ..

 



لغط كثير وغير مبرر .. أثارته الأقاويل التي تنتشر كالنار في الهشيم .. فهذا «المسؤول الإداري» يعلن على الملأ وفي أكثر الصحف انتشاراً .. أن نادي الوحدات غير واقع تحت سطوة الديْن .. وكأن الديْن حرام أو عيب .. وفارس آخر تبوأ العمل العام منذ سنوات ينفي نفياً قاطعاً أن يكون قد ترك النادي وهو مثقل بالديون ..
غريب أمر هؤلاء .. الحقيقة أن نادي الوحدات يقع باستمرار تحت وابل من الديون نتيجة محدودية الموارد .. ونتيجة للأحلام الكبيرة التي تتجاوز حدود الإمكانيات ..
ويغضب هؤلاء حينما يتصدى عضو مجلس إدارة أمام وسائل الإعلام ليقول .. أن نادي الوحدات يعاني من الديون وبحاجة إلى مد يد المساعدة أو يدعو للتقنين والتقشف والاعتماد على الذات .. ويغضب آخرون إذا تمت الإشارة من قريب أو بعيد إلى أن نادي الوحدات كان يرزح تحت وطاءة الديون حينما غادره الفرسان ..
وظيفة «القائد» ودوره .. أن يقول الحقيقة وأن يتجاوز أحمالها .. فمثلاً عندما تسلمت دفة القيادة في نادي الوحدات مطلع عام (2006) كان النادي يئن من وطأة الديْن وثقله .. حيث تجاوزت الديون في تلك المرحلة الثلاثماية ألف دينار..
هذا الديْن أوقعنا في الحرج حيناً .. وفي الضعف أحيانا كثيرة .. إذ لم نتمكن من تسديد المستحقات لطالبيها الذين كانوا يعاملوننا بمنتهى القسوة والترفع والفوقية .. لذلك كان لا بد من إجراء الجراحة .. وتمت الجراحة .. اتخذنا قرارات قاسية من أجل وقف التدهور .. فقمنا ببيع لاعبي كرة القدم مصطفى شحدة، أشرف شتات، حماد الأسمر ومحمود الرياحنه ولاعب كرة السلة خلدون أبورقية .. وتعاقدنا مع مدربين بأقل التكاليف .. ولم نقفز في الفراغ .. ولم نخشى وقتها في الحق لومة لائم ولم نطأطئ لأحد .. تحملنا المسؤولية .. لم نقل أننا لم نبع هؤلاء اللاعبين .. لم نتستر خلف الحواجز .. بل أعلناها واضحة وصريحة ومدوية .. أن نادي الوحدات مديون ولا بد من تطبيق قانون التقشف وإلا فإنه سينهار .. وأنجزنا ما هو مطلوب منا بنجاح .. ومن جديد يعاني نادي الوحدات من وطأة الديون ..
بعض المسؤولين يختبئون خلف سواتر .. وينكرون الحقيقة .. ويغضبون أشد الغضب حين يتم فتح هذا الموضوع أمام الناس .. إذا كان الديْن عيباً .. فلماذا تمارسونه ؟؟ ..
وللحقيقة .. فإن نادي الوحدات مثقل بالديون منذ سنوات ولا يجد القيادة الجريئة التي توقف هذا الفلتان .. بل هناك من يرحل الأزمة تحت شعار «أصرف ما الجيب ياتيك ما في الغيب» .. «وعمرهم ما عدموا مديون» شعارات فارغة بلهاء مطلوب وقفها فوراً وقبل فوات الأوان.
سئل فيلسوف الصين كونفوشيوس ماذا نفعل إذا أردنا تصحيح العالم .. أجاب .. نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية ..
أستهجن .. لماذا يتحول الفارس إلى مطية ..






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «552»     التاريخ : 25/12/2007     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق