الأحد، 28 نوفمبر 2010

الإنسان والجريمة !!

 



ظل الإنسان على إمتداد الزمن مخلوقاً حائراً .. ومحيراً .. ورغم حيرته .. فقد شغل العلوم الإنسانية المختلفة .. دون ان تصل إلى نتائج قطعية لصيرورته .. فعلم النفس .. بذل جهوداً كبيرة .. بغية الوصول إلى كنه الإنسان .. وحقائق حياته .. إن حول طبيعته .. تكوينه .. مزاجه .. إنفعالاته .. كذلك الحب والكراهية في حياته ..
رغم هذا .. ما أشرنا إليه من بحث مستفيض .. ودراسة معمقة .. إهتمت بالإنسان لم تصل تلك العلوم والدراسات .. إلى وضع نتائج شبه مؤكدة .. حول هذه المسألة او تلك .. وبخاصة ما يتعلق منها بدواخل الإنسان .. بل لامست جوانب سطحية وشكلية .. وبعيدة عن العمق .. فالإنسان كائن متغير بعواطفه وتصرفاته .. يرتبط مزاجه .. ومشاعره بمصالحه .. وإمتيازاته .. هنا وهناك .. إذ سرعان ما يشعرك بالحب العميق .. الذي لاحدود له .. وفي طرفة عين تنقلب الصورة فيغدو الحب شكلاً من الزيف .. أستخدم وحسب لتسويق الذات عند هذا .. أو ذاك ..
لكن الحيوان .. يمتلك مشاعر اكثر صدقاً .. فهو فطري .. لا يحسن الكذب والمداهنة ولا يضمر غير ما يعلن .. يتألم حين يجوع او يتعرض إلى العطش .. وبالتالي يحدد سلوكه .. بناءً على حاجات غرائزية .. جوعاً كان .. أم خوفاً .. أم برداً  ..
أما علم الجريمة فقد عجز هو الآخر عن تحديد ماهية الإنسان .. فالأبحاث الكثيرة ظلت عاجزة عن وضع حد نهائي لفهم سيكولوجية «الجريمة والمجرمين» .. غير انها أفلحت في تحديد ملامح قد تصلح أداة للقياس .. وتصلح أسلوباً لملاحقة (مرتكبي الجرائم) حتى وإن أفلتو لبرهة من الزمن .. طالت ام قصرت .. فملامح الجريمة واضحة .. وآثارها أكثر وضوحاً .. ونتائجها هي التي تحدد شكل الجريمة .. ومرتكبيها .. وما هي إلا هنيهة حتى يتم إلقاء القبض على الجاني ..
أخيراً توصل العلم إلى أبحاث جديدة في علم الجينات .. قادر على التصدي لكافة المشكلات الوراثية .. فنستطيع ببساطة أخذ عينة من هذا او ذاك .. لتحديد أصله الجيني حتى ولو كان .. الفرعون الأكبر ..
ما يميز (الإنسان الإنسان) .. عن (الإنسان الحيوان) الوعي .. والوعي وحده !!







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «285»     التاريخ : 3/9/2002     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق