الاثنين، 3 يناير 2011

الأزمة الراهنة .. وبيوتٌ من زجاج




الأزمة التي اندلعت مؤخراً إثر انتهاء المباراة بين فريقي الوحدات من جهة والفيصلي من جهة أخرى ، والتي فاز بها الأخضر عن جدارة واستحقاق .. كل الأمور جرت وفق الخطة المرسومة والمتفق عليها .. الجمهور عبّر عن فرحه بأسلوبٍ حضاري ولم تتبادل جماهير الفريقين التلاسن .. ومع صافرة النهاية تصافح اللاعبون والحكام وغادر أفراد الفريق الخاسر وجمهوره بسلام واحترام شديدين.
الإتفاق بين الفريقين وقوات الدرك والأجهزة المعنية ، نصّت صراحةً وبوضوح أن يغادر الفريق الخاسر أرض الملعب قبل نصف ساعة من خروج جماهير الفريق الأخر .. وبالتزامن مع خروج البقية الباقية من جماهيره تدخّل الدرك بشكلٍ «فـّـج» وغير مـُـبرر وبلا أي سبب .. لم يرتكب جمهور الوحدات أي مخالفة تـُـذكر .. لقد نفّذ التعليمات بحذافيرها بدون ضجيج أواعتداء أوتخريب يمس أحد .. اللهم إلا إذا كان الفرح يزعج البعض أوأن الفوز قد أيقظ أحقاداً نائمة .. وبلا مقدمات انهال الدرك على الجماهير ضرباً مما أدى إلى الهروب نحوأسفل المدرجات خوفاً وتجنباً للهراوات المنهالة على رؤوس الجميع .. الكثافة البشرية والاكتظاظ وضغط الدرك أدى إلى انهيار «الشبك» فأختلط الحابل بالنابل .. كل هذه الأحداث موثقة بالصوت والصورة ولا مجال للتلاعب أوالإنكار أوالتملص من المسؤولية.. الحلال بيّن والحرام بيّن .. هذا المشهد المُريع والاستفزازي أصاب الجميع بالذهول والصدمة والهلع وفي مقدمتهم رئيس النادي وإدارته المذهولة من المشهد .. عبّر البعض عن غيظه بالبكاء ووصف البعض الأخر ما حصل ببراءة وبدون «مونتاج» .. ما قاله طارق خوري المشهد الحقيقي .. ولكن بدون أي «مساحيق» أو «مونتاج» .. وقامت الدنيا ولم تقعد ليس على المقدمة بل على النتيجة .. مع أن الأصل والأصول تبحث الأسباب والمسببات وليس النتائج ، فإن المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة والمقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة كما يقول (كارل ماركس).
خاطب النادي عبر قنواته القانونية كل المعنيّين بالأمر .. ولقد مضى على حدوث الأزمة أكثر من ثلاثة أسابيع .. فلا أنينٌ من هنا ولا صوتٌ من هناك .. حتى «النحنحة» لم تصدر من أحد .. طرقت لجنة الحكماء كل الأبواب فوجدتها موصدة .. وأخيراً جاء الفرج وحظيت اللجنة بمقابلةٍ ما .. لم يتم بحث جوهر الموضوع .. اللهم تم التركيز على الرجل وتصريحاته وطُـلب منه أن يصمت (وتيتي تيتي زي ما رحتي جيتي).
المصابون بالهلوسة يجلسون في المقاهي والمطاعم يلوكون الكلام لوكاً (كالعلكة) ولا يفقهون من الأمور شيئاً .. وإذا ما تعرضوا إلى قليلٍ من الضغط انهاروا وخروا ساجدين أمام قوى الظلم والظلام .. لقد جربناهم عندما قررت إدارة نادي الوحدات وضع العلم الصهيوني في مدخل النادي للدوْس عليه بأحذية الجماهير ، تضامناً مع طالبة تعرضت للاضطهاد لحرقها علماً صهيونياً .. فدعوْناها إلى أهلها وعزوتها في الوحدات لتُعبر عن رغبتها بحماية الوحداتيين .. فانهار هؤلاء خوفاً وهلعاًً أمام المسئولين ووشوا بنا وقالوا «إنا أبرياءٌ مما يفعلون» .. سامي السيد وجميل سلامة .. (لهؤلاء إذا كانت بيوتكم من زجاج فلا ترموا الناس بالحجارة) نتذكر أفعالكم الجبانة ونعرفكم فرداً فرداً ، ومستعدون لفضحكم على الملأ .. ومع ذلك أنتصر النادي للطالبة وحقق رغبتها في حرق العلم الصهيوني .. ورداً على الافتراءات ومغالاة البعض .. نحن نحرق الأعلام ولكن أعلام الصهاينة والإمبرياليين الطغاة .. وأما العلم الأردني الذي أستشهد تحت رايته المئات من المقاتلين والجنود فنحن نرفعه فوق السارية.
ومع ذلك «الطين والعجين» الذي يغلق به المعنيّون بالأمر أذانهم .. ها نحن نصرخ ونقول هذا بلدنا ونحن معنيّون به وبالدفاع عنه والقتال تحت رايته والموت لأجله ، ولا نقبل مزايدة من هنا أومناقصة من هناك ، فنحن قبل كل شيء قوميون وعرباً .. وبلاد العرب كلها وطنـُـنا من الشام لبغداد .. نُحبها ومستعدّون للدفاع عنها .. فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمكان حياتنا ومعيشتنا واستقرارنا وأمننا.
ها نحن نعلّق الجرس .. ونقول أن إدارة الوحدات برئيسها وأعضاءها مستعدّون لقبول تسوية عادلة .. تضمن حق الجميع .. البلد والنادي والدرك والرياضة والرياضيين وكل الأطراف المعنية بالموضوع .. وفق منظومة الشفافية والحق والعدالة.
• في مشهد من فلم «التايتنيك» وبعد أن اصطدمت السفينة بجبل الجليد وأوشكت على الغرق .. جُـهزت على وجه السرعة قوارب النجاة وراحت جموع ركاب الدرجة الأولى من المترفين والأرستقراطيين بالصعود إليها .. حينها دار حوارٌ بين الجماعة ذاتها «ركاب الدرجة الأولى» ، قال أحدهم سيغرق نصف ركاب السفينة .. فأجابه الأخر باحتقار «لكنهم ليسوا النصف الأفضل».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «704»     التاريخ : 4/1/2011     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق