اعترض طريقي صديقي «أبو الذهب» وقال لقد كان صديقك رائعاً , بعكس الأخر الذي كان منحازاً.
كان صديقك بفطرته بريئاً بسيطاً شجاعاً .. قلت نعم هو كذلك .. في اللقاءات التي تلت ذلك ، فردية كانت أم جماعية ، انصبّ الحوار على مناقشة ذلك الموضوع .. الكل يشيد بصديقي البسيط البريء الذي يعبّر عن ذاته بالفطرة ..
أقول لهم هذا صحيح أيضاً .. لقد كان شجاعاً وسيظل كذلك لأنه انحاز إلى وجدانه وقناعته .. ظل منسجماً مع تراثه .. ماضيه .. حاضره .. مستقبله .. لهذا جاءت المنازلة بسيطة ولكنها معبرة وقوية .. لم يكن الرجل «يمثّل» فهو حزينٌ بحق لما جرى .. ومن شاهده على الشاشة بعد انهيار الشبك يبدو الرجل بوضوح تائهاً مذهولاً مصدوماً ..يكاد يخرج من ملابسه .. قد لا يكون الرجل قد نال العلامة كاملة .. ولكنه بالتأكيد نجح بمرتبة الشرف وأصبح بطلاً في الوجدان الشعبي .. أهم الحوارات وأكثرها سخونةً ما جرت في الأيام القليلة الماضية واستمرت لساعات بحضور قلّة من المفتونين والمأفونين والمنغلقين والمنبوذين والمزايدين والمنافقين والمغفلين ، وأكثرية ممن يريدون معرفة الحقيقة وما هو الحل .. !!
شرحنا لهم بإسهاب التجارب السابقة من حادثة رمي الحجارة في ملعب اربد عام 1980 ، إلى حادثة استاد عمان ونتيجة حلّ الأزمة بشكل قاصر ونزق قادتنا إلى الوديان و فحُلت إدارة النادي وهيئته العامة وإنقاد نادي الوحدات إلى غير مكانه وموضعه ، وأصبح نادياً لحفنة من الناس بعد أن كان نادياً للجماهير .. فمنحوه غصباً لقباً لا يُعبر عن الحقيقة.
واستعرضنا الحلول واستقرت الآراء أنه لا مجال إلا للحل عبر طرفي الخلاف .. المعنيون في الأمر وإدارة نادي الوحدات عبر حوار هادف وبنّاء يقود لتحقيق العدالة .. ولا يجوز أن يبقى الحوار (حوار الطرشان) وعبر التراشق في الفضائيات بما لا يخدم مصالح البلد والوحدات معاً.
واستمرت الحوارات والجلسات .. معظمها تشيد بدوره وبموقفه ، علْماً أنه يجلس في (المقعد والمكان الصعب) بعكس محاوره الذي يجلس في (المقعد والمكان المريح) .. والشاطر يفهم.
أما العناكب المستوطنة بطبيعتها في الأماكن اللزجة والباردة ، وفي الزوايا المظلمة داخل الحفر وبين الصخور وفي ثنايا الكهوف ، ترشق تلك الأماكن بسوائلها المقرفة .. فلا دور للعناكب سوى اصطياد الذباب .. تلك العناكب التي لا تعرف النهار والليل مرادها وعشقها .. تسرح وتمرح فيه كونها رعديدة .. تختفي في الزوايا وتحت جنح الظلام وفي أدواتها ووسائلها الحديثة تختفي وراء أسماء وهمية ، وأسلاك شائكة لا تستطيع أن تراها .. أهي من القردة أم من الديدان .. في كل مرة تخرج إلينا العناكب عبر الشبكات تشتم وتلعن وتمنح الأوسمة لمن تشاء.. وعندما تـُـحاصر بالحقيقة تـُطلق شعارها الممجوج (والله ما أحنا فاهمين أشي) أو (ههههههه) أو (ولّــعــت) أو (سحج) .. مفردات لا تعرفها إلا الجرذان.
حاولتُ أن أخاطب هؤلاء العناكب بشكلٍ مباشر في حوار واعي ومسئول وعبر شبكاتهم .. لكن التعصب والشللية كانت ولا تزال هي المهيمنة .. لماذا .. ! أتحداهم أفراداً وجماعات أن يقدموا لنا حلاً منطقياً وواضحاً وقابلاً للتحقيق .. (واللّي فيهم ساهم في كنْس قوات الاحتلال عن أي جزء من الأراضي العربية ، وقاتل قوات المارينز في الفلوجة ، وقتل من قتل وسحل من سحل ، أوقفز بطائرته الشراعية الى شمال معشوقتنا فلسطين كخالد أكر أوعبَر مسلحاً في قاربه الصغير «قارب الحرية» سمير القنطار ، لأنهم عرباً ووطنيين ومقاومين .. فليقدم نفسه حتى ننحني له).
في لعبة القط والفأر .. يُحكى أن قطً شاهد فأراً ، وبحُكم الغريزة وحكْم الصراع المستوطن في داخلهم أصيب الفأر بالهلع وولى هارباً .. لاحقه القط بضراوة فأصطدم الفأر بالجدار فأنقض عليه القط بمخالبه وأمسك به وقبل أن يلفظ الفأر أنفاسه قال للقط وهو يعاني من روح الهزيمة كان بإمكاني أن أكون أسرع .. فأجابه القط كان عليك تغيير الاتجاه لا أن تكون أسرع.
• الحقيقة هي أول ضحايا الحروب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «703» التاريخ : 27/12/2010 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق