الاثنين، 10 يناير 2011

التسوية .. والفستان الأحمر





منذ حادثة القويسمة سيئة الصيت .. والتصريحات التي انطلقت حول ضرورة إيجاد حل للمسألة تتوالى .. غضبت القبيلة وارتدى الفرسان دروعهم وامتطوا خيولهم وامتشقوا سيوفهم وانطلقوا يلوحون بسيوفهم تلك في وجه كل رأيٍ سديد وموقفٍ حكيم ووجهة نظر تـُجنبهم فقدان ماء وجوههم فيما بعد.
الحمية الجوفاء .. والبطولة الزائفة.. والأجندات الشخصية والانتخابية .. هي التي تسيدت المشهد تماماً كلما تلتقي مصالح الغوغاء والانتهازيين فإن المشهد يتسيده أنصاف المجانين .. طوال الشهر المنصرم منذ حادثة القويسمة التقيت بمئات الناس .. منهم من لا يعجبه كلامي ولا يريد الحوار .. ومنهم من لا يعجبه كلامي ومستعدٌ للحوار .. ومنهم من رأى في تلك التصريحات صوتُ الحكمة وصوت الاتزان .. كلُ واحدٍ من هؤلاء يمتلك جانباً من الحقيقة .. ولكن الرأي العام بكامله هوالذي يمتلك الحقيقة كاملة.
في الاجتماعات والسجالات التي انطلقت في النادي والمقاهي ...فإن أغلب فرسان القوم قد استراحوا من عناء حروبهم الضارية والمظفرة .. فهبطوا عن ظهور خيولهم واتجهوا نحومقاهي (الطرابيش والبرانيط) لينفخوا سموم (أراجيلهم) في الهواء تعبيراً عن غضبهم .. وراحوا في غياهب نقاشاتٍ بيزنطية طويلة لا نهاية لها ..
في اجتماعٍ موسع حضره المئات من الأعضاء والمؤازرين والمتعاطفين من أنديةٍ أخرى .. كان هذا السؤال هومحور الموضوع .. ما هي التسوية التي تريد يا صديقنا أويا عدونا .. لا فرق .. أوضحنا لهم أن عليهم قراءة الأشياء والاستماع إليها بوضوح دون أن يكون لهؤلاء موقفٍ مسبق أوحالة من العصبية حتى يتمكنوا من الفهم .. فما قلته على شاشة الجزيرة بوضوح وهذا نصه «نحن مستعدون في نادي الوحدات من طارق خوري إلى أخر عضوفي النادي .. لقبول تسوية تضمن المصالح العليا شريطة وأركز على شريطة إعادة النظر في سلوك قوات الدرك» .. كلامٌ واضح ولا غبار عليه ويخلوا من (العنطزة والعنترة) .. كلام كبير ومهم قيل في الدقائق الثلاث التي مُنحت لي في تلك المناظرة والتي لا تكفي أن أقرأ سورة الفاتحة .. فهل تريدون أن أخرجكم من الجـُب كما أخرج المارة يوسف في الثلاث دقائق تلك.
لمناهضي أفكاري ولمناصريها أيضاً .. لم أدعي البطولة يوماً .. ولكني أؤكد إنني أمتلك الحكمة والوعي الكافيين لإدارة أي أزمة مهما كانت شائكة ومعقدة .. وأؤكد أيضاً إنني قادر على الخروج من هذه الأزمات بأقل الخسائر وأكثر قدر من المكاسب .. وهذا ليس تحليقاً بالفراغ .. فقد أدرت الكثير من الأزمات وخرجت منها منتصراً.
في الحوارات قلنا مراراً وتكراراً أن أي مسألة أوقضية مهما تشابكت ومهما تعقدت ومهما شابها من تطورات واقتتال هي بالنهاية تحتاج إلى تسوية .. فالحرب العالمية الثانية اندلعت بين ألمانيا ودول المحور من جهة وبريطانيا ودول الحلفاء من جهة أخرى والتي أدت إلى مقتل أكثر من خمسين مليون إنسان .. كانت أول ما تستهدف تغيير بعض الأسطر في اتفاقية (فرساي) المذلة بحق ألمانيا .. قلنا أيضاً أن الحرب هي عمل سياسي عنيف .. فلماذا تصرون في كل صغيرة وكبيرة على (التغابي) وتجاهل الحقائق.
في المواقع الالكترونية كلما تقدمتُ بفكرةٍ ما لإيضاحها للناس .. يخرج علينا الكثيرون بسؤالٍ فريد (ما هي التسوية التي تُريد) وبغضب .. ولماذا لم تقل تلك الحقائق على شاشات التلفزة .. ولماذا .. ألم تدركوا أنني عندما قلت (وبالحرف الواحد) أن جمهور الوحدات يـُحِبُ البلد ومستعدٌ للدفاع عنه .. هي رد على جملة قيلت في المناظرة أن جمهور الوحدات يحرق أعلام البلد .. لماذا تُصابون بالصّمم كلما أردتم ذلك .. ألم تسمعون وبالحرف الواحد عندما قلت كلاماً بليغاً ومؤثراً ولكن بصوت الواثق بأن جمهور الوحدات يأتي للملعب ليعبر عن أفراحه واحباطاته وانتصاراته بطريقته الخاصة ، ولا يجوز أن يعامل بهذه الطريقة .. كلامٌ واضح ورزين ولا مجال للمساومة فيه .. وعندما يتعلق الأمر بالجماهير لا يجوز المغامرة بحياتهم ومستقبلهم ومعشوقتهم .. المغامرة تجوز فقط عندما يتعلق الأمر بمصالح الشخص ذاته وليس بمصالح الأخرين .. ها أنا أوضح من جديد أن خلافنا هنا ليس مع نادٍ أخر لكي نصارعه فنصرعه أويصرعنا .. نحن هنا على خلافٍ مع «الدولة» وعلى الجميع أن يعلم ذلك.
• أن نتحلى بالاعتدال والوعي والحكمة .. مع عدم التفريط بالحق .. أكرمُ ألفَ مرة من أن نضطر للبس الفساتين الحمراء.
الوحدات «الرياضي»      العدد «705»     التاريخ : 11/1/2011     سامي السيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق