الاثنين، 19 نوفمبر 2012

أحمد .. عبّاد الشمس ؟؟


     إستوقفني تقرير صحفي مصور وموثق ،عالي الجودة ، خالي من "الهلوسة" بثته أحد الفضائيات المصرية الجادة ، كان قد قام به طاقم من مراسليها  .
     تدور الكاميرا باحدى القرى النائية في مصر ، حيثُ يقام مرصدٌ فلكيٌ بمنطقةٍ ملائمة مناخياً لمثل تلك الأبحاث بمنحةٍ يابانية بالتنسيق مع المنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن ، عالمٌ بديعٌ " مصري" يحملُ العديد من الشهادات في أبحاث المناخ والفلك ،أدناها الدكتوراة ، يتولى شؤون ادارة شؤون المرصد .
    وعلى مبعدةً من ذلك المرصد ، قرية بسيطة وادعة ، غالبية قاطنيها من الفلاحين الفقراء المتدينين بالفطرة، يتردد عالمنا هذا على مسجدها للعبادة ، وبين الحين والأخر يقوم الرجل بإرسال تبرعاته (مراوح) حيث الجو القانطُ هناك ،ويرسلُ السجاد الفاخر لخدمة الصلاة والمصليين .
   استمر حاله هكذا لفترة من الوقت ،لاحظ الرجل أن كثيراً من المقتنيات التي يجلبها للمسجد تختفي على وجه السرعة ، ظن خيراً ، لكن مع تكرار فقدان المحتويات تتبع عالِمُنا الخيط ؟؟ فإكتشف الحقيقة ..!
    هم سدنة المسجد من يقومون بأخذ المفقودات ليبيعها في السوق ، فهي من وجهة نظرهم بعضٌ من الغنائم، يحل لهم التصرف بها كما يشاؤون ،عندها واجههم الباحث بالحقيقة ، قاموا بتحريض أهل القرية ضدة  مدعين بأنه من عبدة الشمس، أقام هذا المعبد لعبادته الخاصة وأتباعه ، فالرجل ليس بمسلم ولا حتى قبطي ،طالبوا الأهالي التصدي لحالة الكفر هذه ،فقام نفرٌ من الاهالي بتقديم بلاغاتٍ للدولة عن الرجل ومرصده وضرورة ترحيله فوراً حفاظاً على البلاد وعفتها وطهارتها .
    المقابلات التي أجراها فريق العمل التلفزيوني مع المواطنين اكدت ( بلاهة ) المشتكين ،جاءت السلطات للكشف على المكان إستجابةً للشكاوي المتكررة من أهل القرية  ضد المرصد وصاحبه ،فوجدوا أن المكان مرصدٌ علميٌ مرخص وقانوني ،يعجُ بالأجهزة المتطورة لمثل تلك الأبحاث مما يساعد على رصد الأحوال الجوية وتتبع الكواكب ومساراتها .
    المضحك المبكي أن سدنة المسجد متمسكين بموقفهم؟ بأن هذا المكان معبدٌ للشمس ، ومن الواجب إزالته على الفور، والقرويين الفقراء يتبعونهم كالخراف، فمنطق الخراف هو السائد الأن في القرية وعالمنا
السلطات تلقي ببلاغات أهل القرية وسدنة مسجدها في مكانها الصحيح ( سلة المهملات )، مما دفع الفريق التلفزيوني لتقصي الحقائق هناك ، كانت الحصيلة مضحكة، لم يتوقف السدنة حتى اللحظة عن ملاحقة المرصد والراصد، فإتهموه بأنه من بقايا " الفلول " ( النظام السابق ) وما زالت المنازلة محتدمة !!
    ما يجري في ( رفح ) من ملاحقة للعائلات القبطية التسعة - التي جاءت من وسط مصر المحروسة وبدوافع وطنية وبقرار من الدولة لتعليم اهالي سيناء المظلومين والعناية بصحتهم ـ لمصلحة من  تهديدهم وترويعهم واخافتهم و اطلاق النار عليهم ! ومطالبتهم بضرورة اخلاء  أرض سيناء الطاهرة من النصارى !  ما يحدث في رفح امر يتقاطع بما حدث في القرية المصرية وعالمها الفلكي، حالة اقباط رفح، كحالة عالمنا في  زمن ( المرسي ) وامراء وشيوخ قوارير الغاز وبراميل النفط .

1/10/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق