على أطراف المخيم .. ليلة العشرون من تشرين الثاني لعام ألفين وسبعة
شقة صغيرة لأسرة مكافحة .. تحتفل بالعيد الخامس عشر لإبنها (مجد)
الأب .. فنان تشكيلي عاطل عن العمل لرسومه المتشددة في مناصرة الفقراء ومناهضته للعولمة.
الأم .. معلمة لغة عربية وشاعرة.
العم : استشهد في بيسان.
الخال : اعتقل في جنوب لبنان.
مذيع محطتنا الأرضية يكاد ينفجر من شدة الحماس وهو يذيع أسماء أعضاء مجلس النواب الفائزين في الدوره الخامسة عشر.
عبدالحليم حافظ يصدح بأغنيته وحياة قلبي وأفراحه.
الولد : فرح ومبهور.
وإنسجاماً مع الحدث .. الأب يسأل ابنه : قبل أن نطفئ الشموع ماذا تتمنى أن تكون حين تكبر يا بني.
الأم صامتة ومترقبة.
الولد : لن أكون رساماً مثل حضرتك .. مش لاقي شغل.
ولا شاعراً مثل أمي مطلوبة للاستجواب مع كل قصيدة.
الأم والأب معاً بدهشة : إذن .. ماذا ستكون.
الولد : سأكون رجل أعمال (بزنس مان).
الام : لماذا ؟.
الولد : كي أصبح نائباً ووزيراً لألهط واشفط وأهبش وأنتش كل ما يقع تحت يدي من مناصب ومواقع وعقارات وشركات .... وأيضاً النساء .. وسأقيم علاقات منافع إستراتيجية مع السفير الأمريكي وعلاقة دعائية مع السفير الفنزويلي وسأبني أوثق العلاقات مع كبار المشاهير من فنانين ورياضيين وأصحاب نفوذ من كل الأنواع و المستويات .. وسأتشعبط وأتنطط وأتفعفط .... ؟؟
الأم تحضن إبنها في عناق طوييييييييييييييل طوييييييييييييييييل.
الأب خر ساجداً لله حمداً على فطنة ولده.
وعاش المخيم .................. والجمهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «550» التاريخ : 11/12/2007 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق