الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

خيام المتعة



كان لسادة العرب في الجاهلية تقاليدٌ شتّى .. منها التجارة .. وفيها «الإثارة» .. حيث كان لكلٍ منهم خيمةً ترفعُ علماً أحمرَ وذلك للإشارة .. تضم بين جنباتها عدداً من الجواري الحِسان .. من فارسٍ وبيزنطا والحبشة .. يقدمن الخدمة لناشدي المتعة مقابل أجرٍ معلوم.
ولم تقتصر خدمات تلك الخيام على تجارة الجسد فحسب .. بل كان يتعدى الأمر ذلك الى حفلات المجون .. تقدم خلالها كل أنواع الخدمة من غناءٍ وشرابٍ ورقص (خليع) لكلِ طالبيها لتحقيق أعلى درجات الربح (الحلال)؟؟!! 
ولإعطاء الهالة والشرعية والقدسية لفعلتهم تلك .. كان هؤلاء السادة يوظفون نتاج تلك الخيام للعناية بالكعبة والأصنام .. كذلك صرف المرتبات والهبات للسدنة .. لحماية هيبتهم .. وزعامتهم .. والدعاء لهم في صحن الكعبة .. وفي حضرة هُبل .. (بطول البقاء) ؟؟!! كذلك في إقامة الولائم والحفلات الموسمية للعامة والرعاع.
وجرياً على سنة هؤلاء الأجداد .. وهديهم .. وإعترافاً بفضلهم .. وإستنساخاً لتجاربهم الخلاقة .. والتماهي مع زعماء القوم .. فقد عقدت العزم على إفتتاح ملاذ أمن ومريح .. توفر فيه شروط السلامة العامة .. لإستقدام غانيات من شتى الدول والأقاليم .. لتقديم المتعة لناشديها .. بغية جلب الثروة .. وإقامة وتوسيع وتوثيق أرقى العلاقات مع علية القوم .. حتى يكون لي شأن إفتقدته في هذه الدنيا ..
وحين أجمع الثروة .. فلن أدخر وسعاً في مساعدة الفقراء والمحتاجين .. وتقديم العون لهم في كل المناسبات والمواسم .. وسأقوم بتشييد صندوق للمعونة لكل ذي حاجة .. ولن أتوانى عن تقديم العون لمن يرغب في إكمال طقوس زواجه .. وأداء فريضة الحج.
أما الولائم فلن تقتصر على توزيع الطرود الغذائية .. وموائد الرحمن في شهر رمضان .. بل ستظل قائمة على مدار العام حتى لا يبقى جائع أو عريان أو بردان .. فأنا حريص على قومي .. وأبناء جلدتي ولن أتركهم عرضة لغول الجوع والهوان .. أما ما تبقى من مال .. فسوف أنفقه في خدمة حملتي الإنتخابية .. (لنيل شرف عضويتي في مجلس النواب) ؟؟!! لا بحثاً عن جاه .. ولا سعياً لمصلحة .. إنما من أجل هؤلاء الغلابا والفقراء .. حتى تظل خيمتي مقامة تطال عنان السماء ..... والله غالب.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «548»     التاريخ : 27/11/2007     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق