أفتتح أمس البازار بطول البلاد وعرضها كلُّ يعرض بضاعته وحسب إمكانياته وما رُصد لهذا البازار من تكاليف , بعد منتصف الليل بقليل ولمدة ساعتين رُحتُ أتجول في آرجاء العاصمة الجميلة عمّان الشوارع تكادُ تكون خالية إلا من فرق العمل التي تتولى الدعاية الإعلانية لهذا المرشح أو ذاك .. لا أعمال طوعية الآن .. لقد ذهب العمل الطوعي إلى غير رجعة في عصر العولمة .. فرق العمل تعمل بهمّة عالية .. ولديها من الأمكانيات الكثير من رافعات حديثة .. لقد ولى عهد السلالم والحبال.. كلهم قبضوا سلفاً .. الأعمال الإعلانية كلها مصممة ومصنوعة على أجهزة الكمبيوتر .. صور المرشحين بياقاتهم البيضاء وربطات العُنق الثمينة تملأ الميادين والساحات والطُرقات .. الوجوه إياها مع بعض التعديلات الطفيفة لوجوهٍ جديدة لديها بعض المال تُريد إنفاقه في سبيل الشُهرة .. فهذا المرشح الحليق الشارب ترك العنان لشاربه قليلاً لعله يُضفي على حاله !! بعض الرجولة .. كان الجوُّ بارداً قليلاً مما يُشجع المرء على المزيد من الحركة والتأمل .. هؤلاء المرشحون المتقدمون لقيادة العمل السياسي في البلاد .. لم يكن أحدٌ منهم طوال مسيرته الطويلة السابقة له دور في الشأن السياسي .. لا في الحياة الطلابية الأولى .. ولا في الحياة الجامعية على الإطلاق .. لم يُكلف أحدٌ منهم نفسه في يومٍ ما سواء درس في الأردن أو في خارجها أن يشارك في مظاهرة أو مسيرة تُطالب بأي شأن ذي قيمة من حرية وديمقراطية ومساواة .. لم ينخرط أيّ منهم في أي نشاط حزبي أيام الجمر .. أو أيام القمر .. بل على العكس كانوا يسخرون ممن يمارسون ويقومون بذلك وينظرون بازدراء الى المظاهرات والمتظاهرين واصفين إياهم «دول حتة عيال» على حد تعبير إخوانا المصريين .. والآن يتصدّون للعمل السياسي ماذا يُريد هؤلاء ؟! السواد الأعظم من المرشحين من أصحاب المال والأعمال .. جيوبهم منتفخة .. فمنهم من «لهط» وشبع ويحتاج الى النفوذ والسلطة و«البريستيج» ومنهم من «لهط» ويحتاج الى المزيد من «اللهط» .. لهذا ليس المهم كيف تجري الإنتخابات ولا الوسيلة المتبعة .. أو القوانين إن كانت مؤقتة أو دائمة .. عادلة أم ظالمة .. توفر الحد الأدنى من العدالة أم لا .. اللهم إلا الرغبة الشخصية الجامحة في تحقيق الوجاهة والنفوذ !
وكثير من هؤلاء من كان وزيراً .. أو غفيراً إستمتع طوال حياته في قمع الحُريات والتنكيل بالناس والبطش بهم بحجة الدفاع عن الوطن والأمن والأمان .. هم ذاتهم جاءوا الآن ليدافعوا عن الوطن والشعب بأسلوب آخر ديمقراطي فقد سئموا العصا ومن عصى .. إنتهت جولتي هذه وأنا أضرب كفاً بكف وأقول لنفسي «مفيش فايدة» على حد تعبير سعد زغلول.
في أحد الفنادق المحترمة في عمّان .. وفي صالة فاخرة تُناسب تماماً الحدث .. كُنت قد دُعيت الى مهرجان تضامني مع أحد النواب المرشحين .. قد إلتقيته مؤخراً في بيروت .. على هامش المؤتمر التأسيسي الأول للدفاع عن الثوابت الفلسطينية .. كان العشاء فاخراً ! .. والعصير والكنافة خمس نجوم .. جرى إفتتاح البازار .. الخطباء يتبارزون .. واشرأبت أعناقهم من شدّة الحماس للخطابة !! .. مزايا عديدة أشار إليها المتحدثون .. مطالب وآمال مستحيلة من تحرير الأهل .. لكنس النفوذ الغربي من بلادنا عرضها الخُطباء .. حتى إعتقدت أن صلاحيات النائب تتجاوز صلاحيات «باراك أوباما» .. الحضور يصفقون بحرارة .. لا أدري لماذا ؟ .. هل لامتلاء بطونهم ؟ .. أم لفصاحة الخطابة ؟
تعتقد الدهماء .. وكثيرون من الناس أن مجلس النواب بيده الربط والحل في عموم البلاد .. وأنا أقول وعلى عاتقي الشخصي أن مجلس النواب .. بعدته وعتاده .. لو أجمع على خلع شجرة واحدة من شجرات أمانة عمان لما استطاع.
* للمرشحين لمجلس النواب .. فائزون .. وخاسرون .. عندما يُقر في الأردن قانون إنتخاب عصري متزن ومتوازن يُلبي حاجات الوطن والإنسان على حدٍ سواء.
وعندما تجري الإنتخابات بموجب قوائم حزبية أُسوة بجيراننا في الشرق والغرب ويشكل الحكومة الحزب الفائز وعلى قاعدة برنامجه الإنتخابي لكي يتحمل مسؤولياته أمام الناس .. عند ذلك فقط أدعوني لكي أُمارس حقي الوطني في إنتخاب الأفضل .. وإذا لم يتحقق ذلك أقول لكم «أُقعدوا عاقلين».
* قرر الكنيست الصهيوني في جلسة واحدة تحويل مليون وثلاثمائة ألف نسمة من سكان فلسطين الأصليين الشرفاء الذي صمدوا لأكثر من ستون عاماً في إنتظار نجدتكم !! الى لاجئين .. وسلامتكم وتعيشوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «693» التاريخ : 12/10/2010 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق